ودلنا ابي على البيت ودهب مع الرجل الى قسم الشرطة لتقديم الشكوى فاضطررنا لحمل نصيب ابي من الامتعة الثقيلة انا وامي واخوتي ودخلنا المنزل ولا ادري من اسماه منزلا فهو غرفة وصالة .في الغرفة سرير وخزانة وعلاقة ملابس مثبتة على جدار اخضر مهترئ .وفي الصالة اريكتان وطاولة .على الطرف يوجد حمام ومطبخ وفيه ثلاجة صغيرة وقديمة وبعض الصحون والملاعق ولوازم المطبخ.ولكنني لم اهتم لكل هدا بل وقفت على النافدة المطلة على البحر والامواج المتلاطمة تدعوني مرحبة لاغسل تعب الطريق كله واحقق حلمي وقد مالت الشمس نحو المغيب.واستادنت امي بالنزول الى الشاطئ انا واخوتي .فرغم اننا لا نعرف السباحة وقد نغرق ادا تجاوز الماء كواحلنا.ولكن المهم ان نبلل ارجلنا وقد نتعلم السباحة..من يدري. واستخرجت امي مؤونتها واعدت لنا بعض الشطائر من الجبن اللديد.
وانطلقنا نشارك الجموع متعة مشاهدة البحر والاقتراب منه.ولانني الكبرى فقد اناطت امي بي مسؤولية المحافظة على اخوتي وحمايتهم.واخدنا نتقافز على الشاطئ الرملي قبل ان نغامر بخوض البحر.وامسكنا بايدي بعضنا واقتربنا من البحر ببطء نقدم رجلا ونؤخر اخرى وقد بهرتنا عظمة البحر وجماله وهديره فكاننا لم نلمس ماء في حياتنا .واندفعت موجة لطيفة نحو الشاطئ فبلل زبدها ارجلنا الحافية فانتفضنا .واخدنا نصيح فرحا ونشوة الا باسلا فقد علا صوته وارتفع صياحه خوفا ولاسيما بعد اقتراب موجة ثانية نحونا رغم انه يضع الدولاب في وسطه .وحاولت ان اهدئه والاعبه علي استمتع قليلا .وانتقلت عدوى الرعب الى اخي الاخر وائل الدي يحمل القارب .واخدا يتمسكان بي ويصيحان من الرعب وكان البحر يكاد ان ينقض عليهما.وفشلت كل محاولاتنا انا ودانية في السيطرة على الموقف.وتجمع الناس حولنا بسبب صياح الصغيرين.واضطررت الى العودة الى المنزل معهما حانقة غاضبة.
وما ان عدنا حتى دخل ابي وقد احضر السيد معه وهو يسنده ووجهه شاحب لا تحمله رجلاه .فارقده على الاريكة وطلب منا ان نهتم به ريثما يحضر له طبيبا ...وجاء الطبيب واخبرنا بان حمى وارفاعا مفاجئا في ضغط الدم اثر توتر شديد قد اصابه .وكتب له بعض الادوية..وخرج ابي ثانية ليحضرها بينما اخدت اضع كمادات الماء البارد على جبين الرجل لتخفيف الحمر عنه.وحل الليل ونحن نراقب حالتة من شحوب وحرارة وبرودة حتى هدا ونام . .
وعند النوم فوجئنا بعدم وجود ملاءات ولا وسائد فمن يريد ملاءة يدفع اجرا اضافيا واضطر ابي للدفع..وعندما سالهم عن فراش اضافي طلبوا اجرا اضافيا..فاضطررنا ان نحشر انفسنا..فنام كل من ابي وامي واخوي على السريرعلى جنوبهم متقابلين.وفي الصالة حشرت نفسي انا واختي على الاريكة متقابلين.فالسيد نائم بتاثير الدواء المسكن على الاريكة الاخرى.وقضيت الليل دون نوم فعندما تحاول اختي الاهتزاز ترميني ارضا وان حاولت ان اروح بكفي امام وجهي لابعد الناموس واهشه عن عيني او ارنبة انفي..وقعت هي..والامر من دلك ان هده الحشرات تلتصق بادني مصرة على امتصاص دمي..ولا تبتعد حتى الطم وجهي مرات ومرات..لتعود بعد قليل لتكمل وجبتها المسائية..وهكدا..ولا ادري كيف استطاع الباقون ان يناموا..ربما ناموا كمدا وغيظا..ومر الليل وطلع الفجر وانا بين الارض والاريكة والدباب والبق واصوات الشخير من غرفة امي يتخللها احيانا اصوات لطم صرت اعرف ما سببها.
وفي الصباح استيقظ الجميع باكرا دون ان يغمض لي جفن فقمت مع والدتي نعد طعام الفطور وقد نقش البق على وجوهنا نقوشا حمراء فكاننا خارجون من قرية موبوءة بوباء الحصبة او الجدري.ويبدو ان السيد قد تحسنت صحته فقد صحا ابي ليعطيه الدواء التزاما باوامر لطبيب فوجد حرارته طبيعية ولون وجهه قدعاد لطبيعته.واعاره ابي بنطاله ريثما تغسل امي بنطاله.واخد يدعو ربه الا تفوته الصفقة ريثما يجري اتصالاته مع احد موظفيه في الشركة ليرسلوا له بدل المال والورق الدي سرق منه.وبعد الفطور دعا والدي الى زاوية الغرفة واخدا يتهامسان بامر سري والغضب باد عليهما.
..........ترى ما الامر السري الدي كانا يتهامسان حوله.....تابعونا في الجزء الثالث فقصتنا لم تنته بعد..